أنواع مناهج البحث العلمي

 إعداد الأبحاث العلمية ونشرها

مناهج البحث العلمي تتمثَّل في إجراءات مُنظمة، وبصورة تجعل الباحثين قادرين على وضع تصورات وشروح لمشكلة أو موضوع علمي، واختيار الموضوع العلمي منذ البداية المحدد الرئيسي لنوعية المناهج التي يمكن استخدامها في البحث، فكلما كانت المعلومات الرقمية شحيحة كان ذلك دافع نحو اختيار المنهج الوصفي كمحور أساسي لتفصيل الدراسية، وفي الحالة الرغبة بتتبع موضوع من خلال الخلفية التاريخية له، كان ذلك أدعى لاختيار المنهج التاريخي، وفي حالة الرغبة في دراسة مشكلة بأسلوب متعمق؛ فإن هناك حاجة لاختيار المنهج التحليلي، وفي حالة رغبة الباحث بتناول موضوعًا علميًا تطبيقيًا، ويحتاج للتجريب؛ فيمكن اختيار المنهج التجريبي، والشائع هو اختيار أكثر من منهج علمي في الوقت ذاته؛ لاستخراج نتائج أكثر دقة، ولتنوع أغلبية محتويات الأبحاث ما بين كيفية وكمية، وفيما يلي استعراض لأبرز أنواع مناهج البحث العلمي. 

 

محتوى المقال: 

ما تعــــريف مناهج البـحث العلمي؟ وما أبرز تصنيفاتها؟ 

ما أهم أنواع مناهج البحث العلمي؟ 

  • المنهج الوصفي.

  • المنهج التاريخي (الاستردادي).

  • المنهج التجريبي. 

  • المنهج التحليلي.

  • المنهج الفلسفي. 

  • المنهج الاستقرائي.

  • المنهج الاستنباطي. 

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

ما تعريف مناهج البحث العلمي؟ وما أبرز تصنيفاتها؟ 

التعريف:

التــــــــــعريف اللغوي: كلمة "مناهج" جمع "منهج"، وهي تعني وسيلة منظمة تستهدف إحدى الغايات، والفعل هو نهج بمعنى اتبع وسلك، ومن الكلمات المشتقة كل من: نهجات، ومناهيج، ومنهوج، ومنهاج، وانتهاج، وناهج، ومنهجية، واستنتهج. 

التعريف الاصطلاحي: 

  • المناهج عبارة عن مجموعة من الإجراءات المتتابعة والمنطقية، والتي تستهدف دراسة موضوع علمي.

  • المناهج عبارة عن طريفة للتفكير المنظم، وغايتها بلوغ الباحث لنتائج علمية تتعلق بظاهرة أو مشكلة. 

  • المناهج هي مجموعة من الطرق التطبيقية المنهجية المتبعة عند عمل الأبحاث العلمية، لحل إشكالية تمثل أمرًا يصعب فهمه. 

 

التصنيف: 

صُنفت مناهج البحث العلمي من جانب عديد من العلماء، ومن بين ذلك:

  • تصنيف جود وسكانس: حيث تم تصنيف المناهج إلى: المنهج التجريبي، ومنهج دراسة النمو والتطور، والمنهج الوصفي، ومنهج دراسة الحالة الواحدة، والمنهج التاريخي. 

  • تصـــــــــنيف ويتني: حيث قسم المناهج إلى: المنهج الاجتماعي، والمنهج التنبؤي، والمنهج الفلسفي، والمنهج الإبداعي، والمنهج التاريخي، والمنهج الوصفي، والمنهج التجريبي.

  • تصــــــــــــنيف ماركيز: حيث قسمها إلى: منهج الدراسات المسحية، والمنهج التاريخي، والمنهج الأنثروبولجي، ومنهج دراسة الحالة الواحدة، والمنهج الفلسفي، والمنهج التجريبي. 

 

 

ما أهم أنواع مناهج البحث العلمي؟ 

يوجد أنواع مختلفة من مناهج البحث العلمي، وسنوضح فيما يلي أكثرها شيوعًا واستخدامًا: 

المنهج الوصفي: 

  • يعتبر المنهج الوصفي من أبرز وأهم أنواع مناهج البحث العلمي، ويستخدم في دراسة وتحليل الإشكاليات والموضوعات ذات النزعة الوصفية، بمعنى التي يتوافر لها معلومات بصورة غير عددية، ولا يكاد يخلو بحث علمي منه، وخاصة الأبحاث الاجتماعية. 

  • تتمثل الخطوات المرتبطة بالمنهج الوصفي في تحديد المشكلة محل البحث، وجمع أكبر قدر من البيانات والمعلومات عنها، وفي ضوء ذلك يتم وضع فرضيات أو أسئلة تُمثل تخمينات لحلول المشكلة، وبعد ذلك تقديم الشروح، وإجراء التحليلات الإحصائية، واستخلاص النتائج والقرائن، واختبار الفرضيات؛ للتأكد من مدى الاعتمادية عليها من عدمه. 

  • من أهم المميزات التي يتسم بها المنهج الوصفي: يكشف خبايا الظواهر الوصفية بدقة، ويدرس العلاقات بين المتغيرات، ويعتد على التحليل والموضوعية في جمع المعلومات. 

  • من أهم عيوب المنهج الوصفي: إمكانية التحيز في بعض الإجراءات من جانب الباحثين، وعدم التوصل لبيانات صحيحة في أحيان كثيرة. 

 

المنهج التاريخي (الاستردادي): 

  • تُعد المعرفة التاريخية لبعض الظواهر الاجتماعية على قدر كبير من الأهمية؛ من أجل فهم الواقع، ومن هذا المنطلق تظهر الحاجة للمنهج التاريخي كـأحد أهم أنواع مناهج البحث العلمي، والذي يطلق عليه كذلك مسمى المنهج الاستردادي؛ ويستهدف ترجمة العلاقات والمفاهيم، حيث إنه يُعد بمثابة استرجاع للأحداث المؤرخة الماضية، ومن أهم العلماء الذين استخدموا المنهج التاريخي في دراساتهم التي أثرت المعارف المختلفة كل من: ماكس فايبر، وابن خلدون، وكارل ماركس، وابن رشد، وساعدهم ذلك على بناء نظريات استمرت عبر التاريخ.

  • تتمثل خطوات المنهج التاريخي في اختيار موضوع بحثي معين، ويلي ذلك قيام الباحث بجمع المعلومات التاريخية في ظل حدود زمانية ومكانية معينة، ووضع الفرضيات المناسبة، وبعد ذلك تنقيح ونقد البيانات، والخروج باستنتاجات.

  • من أهم مميزات المنهج التاريخي: قدرته على دراسة الظاهرة في الفترات الماضية، وكذلك في الواقع، ومن ثم إعطاء مؤشرات وتنبؤات لما ستكون عليه الأوضاع في المستقبل. 

  • من بين عيوب المنهج التاريخي: عدم المقدر على تقييم البيانات التاريخي وتجريبها، كما أن هناك إمكانية لوجود معلومات خاطئة، مع وجود صعوبة في التنبؤ والتعميم في بعض نوعيات الأبحاث. 

 

المنهج التجريبي: 

  • يعتبر المنهج التجريبي من أهم أنواع مناهج البحث العلمي المستخدمة في العلوم التطبيقية على وجه الخصوص، والقاعدة الأساسية التي يعتمد عليها المنهج التجريبي هي الملاحظة الدقيقة والتجارب العملية، بما يسهم في معرفة الحقائق، والقدرة على استخراج النظريات والمُسلمات، ويتسم ذلك المنهج بموافقته لفطرة الإنسان الفضولية، ورغبته في التجريب، ولقد عُرف المنهج التجريبي منذ فجر التاريخ، واستخدمه الفلاسفة اليونانيون ثم العرب والمسلمون، وفي فترة القرون الوسطى عند الغرب. 

  • خطوات استخدام المنهج التجريبي تتمثل في المشاهدة والملاحظة الدقيقة لظاهرة متكررة الحدوث، وبنفس الهيئة، وتحديد المتغيرات التي تؤثر في الظاهرة، وصياغتها في فروض، ثم إجراء التجارب في ظل ظروف معينة يهيئها الباحثون، وفي ضوء ذلك يتم التوصل للحقائق. 

  • يتسم المنهج التجريبي بقدرته على الوصول للبراهين المطلقة على عكس المنهج الوصفي والتاريخي، كما أنه يساعد في التعرف على المتغيرات البحثية، ودراسة العلاقة فيما بينها.

  • يُعاب على المنهج التجريبي: عدم إمكانية تعميم الاستنتاجات بالدقة المطلوبة في بعض الأبحاث، وخاصة في حالة استخدام مفردات محددة لمجتمع دراسي. 

 

المنهج التحليلي: 

  • يُعرف المنهج التحليلي في البحوث العلمية على أنه تفكيك للمشكلة ودراسة الجزئيات بدقة، من خلال التحليل والنقد، وبعد ذلك استعادة الهيئة الكلية الجدية مرة أخرى، واستنباط الأحكام، ومن ثم التعميم، ويُعتبر من أهم أنواع مناهج البحث العلمي. 

  • من مميزات المنهج التحليلي: التعمق في دراسة موضوع معين، والحصول على خلاصة دقيقة، واستخراج الحلول التي تسهم في معالجة إشكالية علمية. 

  • من أهم عيوب المنهج التحليلي: تطلبه الصعوبة في التطبيق العملي نظرًا لتطلبه خبرات كبيرة من الباحثين، كما أنه لا يمكن الاعتماد عليه بمفرده لدراسة موضوع علمي، وينبغي استخدام مناهج أخرى معه. 

 

المنهج الفلسفي: 

  • يُعد المنهج الفلسفي من أهم أنواع مناهج البحث العلمي، وهو على عكس المنهج التجريبي، ويستهدف الوصول لفحوى ومضامين ومقاصد تتعلق ببعض المفاهيم الشائكة، ويبدأ ذلك بالتعجب من أمر ما، والشك، ثم وضع الفرضيات أو الأسئلة العلمية، والتوصل للاستنتاجات، وهي تتمثل في مبررات منطقية. 

  • من أهم مميزات المنهج الفلسفي: قدرته على تفسير الظواهر غير الخاضعة للنظم العددية، ولا يستطيع الباحثون دراستها كميًا.

  • من أبرز عيوب المنهج الفلسفي: عدم استناده على قرائن دقيقة، ومعظم الاستنتاجات قابلة للجدل والأخذ والرد من جانب الخبراء. 

 

منهج المسح الاجتماعي: 

وهو أحد المناهج المصنفة بين أنواع مناهج البحث العلمي الوصفية، ويساهم في دراسة المشاكل التي تتطلب مسحًا شاملًا لمجتمع الدراسة، وفي الغالب يستخدم ذلك المنهج لأغراض قومية أو على مستوى عام، للتعرف على معلومات وبيانات تساعد في تنفيذ الخطط التنموية، حيث يستخدم في إجراء التعدادات السكانية، وحصر المواليد والوفيات، ونسب التعليم، والطلاق.... إلخ. 

 

المنهج الاستقرائي: 

استقرأ الشيء بمعنى استبانه وتعرف على مضمونه، والمنهج الاستقرائي من أهم أنواع مناهج البحث العلمي، ويستخدم في دراسة العلوم الطبيعية بشكل شائع، وبنسبة أقل في العلوم الاجتماعية أو الإنسانية، والإجراءات الرئيسية تتمثل في مرحلة التجريب والملاحظة بأسلوب دقيق، ثم وضع الفرضيات فيما بين العلاقات المتباينة، وفي النهاية التوصل للمبررات والقرائن التي يمكن تعميمها، والمنهج الاستقرائي يبدأ بدراسة الجزئيات، وبعد ذلك يصل للعموميات. 

 

المنهج الاستنباطي: 

وهو عبارة منهج تقليدي من بين أنواع مناهج البحث العلمي، ويدرس الهيئة الكلية للظاهرة، وبعد ذلك ينتقل للتطبيق على الجزئيات، بمعنى أنه يعتمد على دراسة النظريات والمُسلَّمات والقواعد العامة، ثم التطبيقات الجزئية، ومثال على ذلك في حالة تطبيق نظم إدارة تنمية الموارد البشرية كنظرية على منشأة معينة، وأتى ذلك ثماره، وبالمثل يمكن التعميم في مُنشآت أخرى. 

 

إرسال تعليق

أحدث أقدم