كيف يمكن علاج الخوف عند الأطفال في سن 10؟

علاج الخوف عند الأطفال في سن 10

كيف يمكن علاج الخوف عند الأطفال في سن 10؟

لا يسهل عليكِ رؤية طفلكِ وهو يعاني من المشاعر المؤلمة المختلفة ومنها على سبيل المثال الشعور بالخوف. سنتعرف اليوم على الخوف عند الأطفال في سن 10 سنوات تحديداً؛ ما أسبابه وما هي خطوات العلاج، سنناقش هذه النقاط في المقال التالي لتساعدي طفلك على تجاوز هذه المشاعر المرهقة، وتكوني أنتِ النور في عتمة خوف طفلكِ.

أسباب الخوف عند الأطفال في سن 10 سنوات 


الخوف شعور طبيعي يعتري الإنسان من فترة لأخرى، وتختلف مسبباته وشدته بين الأشخاص. من السهل عليكِ في بعض الأحيان تفهم معاناة الكبار من الخوف بسبب بعض المسؤوليات مثلاً أو ضغوطات الحياة، ولكن الأطفال مثل الكبار تماماً لديهم أسبابهم الخاصة للخوف.

هل من الصعب عليكِ استيعاب أسباب الخوف عند الأطفال في سن 10 سنوات أو حتى في سن أصغر أو أكبر من ذلك؟ سنشرح لكِ الأسباب خوفهم بالتفصيل من خلال العناوين التالي:

1. القلق من حدوث أمر سيء
يبدأ الطفل في سن 10 سنوات إدراك أنّه من الوارد حدوث خطب ما له أو لأحبائه أو حتى للعالم، وتخيل بعض الأفكار قد يدفعه للخوف مثل:

  1. وقوع ضرر أو أذى ما للبيت والأهل، كدخول لص إلى المنزل.
  2. الكوارث الطبيعية التي يسمع عنها في الأخبار، مثل الفيضانات والزلازل والحروب.
  3. موت أحد الأحبة أو الأقارب أو حتى حيوانه الأليف، إذ أن استيعاب مفهوم الخسارة في بدايته يكون مثيراً للقلق بشدة.
  4. الإخفاق في الامتحانات وهي أحد أسباب الخوف عند الأطفال في سن 10 سنوات مع زيادة الوعي الدراسي والحرص على تحصيل الدرجات.
  5. ظهور كائن غريب في الظلام، وبصراحة لن نخفي أن هذا الخوف يستمر مع بعض الكبار ممن لم يتجاوزنه في الطفولة، وهو الخوف من المجهول أو مما لا يُمكن إبصاره أو توقعه. 

2. أسباب الخوف المتعلقة بالبيئة المحيطة
يؤثر علينا المحيط الذي نعيش فيه سواء كنا كباراً أو صغاراً، وهو يشتمل على البيت والأسرة والأماكن التي نرتادها من عمل أو مدرسة أو نادي وغيره.

وجود أي من المشاكل أو التغييرات الآتية في محيط الطفل قد يسبب الخوف له، ومنها:

 المشاكل بين الأب والأم والخوف من حدوث الطلاق
 الوالدان هما أهم الأشخاص في حياة الطفل منذ ولادته وحتى عند بلوغه واستقلاله فيما بعد، وتؤثر علاقتهما على علاقاته في المستقبل وأيضاً علي نظرته لنفسه والعالم. شعور الطفل في هذه السن الصغيرة أن هناك ما يهدد علاقة أبيه وأمه يسبب قلقاً وخوفاً كبيراً له، إذ أنهما المصدر الأول للشعور بالأمان.

تغيير البلد أو المدرسة
يضطر أهالي بعض الأطفال للسفر بسبب نقل وظيفة الوالد مثلاً، ما ينتج عنه تغيير البيئة التي يعيش فيها الطفل بالكامل ومنها المدرسة. تغيير البيئة التي اعتاد عليها الطفل فجأة مسبب قوي للخوف في هذا السن، ويتطلب الوضع الجديد الكثير من الدعم النفسي، إذ يمكن أن يعاني الطفل من القلق حيال الاندماج في المحيط الجديد وتكوين صداقات جديدة. 

عوامل قد تؤدي إلى الخوف عند الأطفال في سن 10 سنوات

يكون بعض الأطفال أكثر عرضة للشعور بالخوف عن غيرهم، قد يكون هذا للأسباب التالية:

  1. طبيعة الطفل: يمتلك بعض الأطفال طبيعة عاطفية وحساسية زائدة بسبب العامل الوراثي ما يجعلهم أكثر عرضة للخوف.
  2. طباع الوالدين: يتأثر الأطفال بسلوك الأب والأم، ومعاناة أحد الوالدين من القلق الدائم قد يجعل الطفل قلقاً بطبعه.
  3. قلة الاستقلالية: حماية الوالدين للأطفال بشكل مبالغ فيه يحد من استقلالية الطفل ويزيد من اعتماده على الآخرين، هذا الشعور بعدم السيطرة قد يؤدي إلى توليد الإحساس بالخوف.
  4. المواقف المؤلمة: مثل انفصال الأب والأم، التعرض لحادث، الإصابة بمرض استدعى المكوث في المستشفى، كل هذه المواقف تؤدي إلى الشعور بالضغط والقلق وبالتالي إلى الخوف. (2)

تعرفنا سوياً على مسببات الخوف لدى الصغار، لنسبح في دواخل أطفالنا ونتعامل معهم بشكل سوي؛ إذ أن تقديم الدعم الكافي لهم من قبل الأم والأب خاصة لا يماثله أي دعم آخر.

خطوات لعلاج اضطراب الخوف عند الأطفال


نود لفت انتباهك أن مخاوف الأطفال تختلف بتغير أعمارهم. تلاحظين فيما سبق أن مخاوف طفلك نابعة من أسباب معظمها واقعية، بينما في سنٍ أصغر قد يخاف الأطفال من بعض الأمور الخيالية كتصور وحش تحت السرير مثلاً. 

من الجدير بالذكر أن نظرتنا السلبية للخوف ليست صحيحة بالكامل، فالخوف هو بمثابة منبه طبيعي منذ قديم الأزل لحماية الإنسان من الخطر، وبذلك نفهم أن الغرض منه حمايتنا وإبقائنا على قيد الحياة.

كعادة جميع الأمور فإنها إن زادت عن حدها انقلبت ضدها، إذا أصبح الخوف معطلاً للطفل كأن يصبح ممتنعاً عن الذهاب للمدرسة، أو الخروج أو اللعب مع أصدقائه، هنا يتوجب عليكِ السعي في خطوات العلاج وهي: 
1- التشجيع
لا نعني هنا التشجيع على مواجهة الخوف فقط، بل تشجيع الطفل على مشاركة ما يشعر به من خوف. يولد السماح للطفل بالتعبير عن مشاعر الخوف في بيئة آمنة نفساً سوية قادرة على تخطي العقبات بثقة فيما بعد.
2- قبول الخوف
عندما يستشعر طفلك قبولك لما يشعر به سيساعده هذا على تقبل مشاعره هو أيضاً، وبالتالي سيسهل عليه تخطي عقبة الخوف.
3- المصداقية وتبسيط الأمور
إذا كان طفلك يخشى موت حيوانه الأليف مثلاً، كوني صادقة معه في أن الموت أمر حتمي، ولكن في ذات الوقت الفتي انتباهه إلى أن أليفه حي الآن وأنّه لا زالت هناك العديد من السنوات ليعيشا ويمرحا سوياً. 
4- الوضوح
إذا كان الخوف ناتج عن تغيير في الوضع الراهن كالانتقال لبلد جديد أو تغيير المدرسة، سيحتاج طفلك إلى شرح واضح للأسباب التي ستؤدي إلى هذا التغيير. يجعل الشرح المسبق وقع الحدث ألطف على نفسية الطفل ولا يتفاجئ به كأنه فرد غريب عن البيت. يحتاج الطفل أيضًا أن يستشعر دراية الأم والأب بالتحديات الجديدة التي سيواجها في التأقلم وأنهم متواجدون لتقديم الدعم اللازم.
 5- عدم التركيز على الخوف 
استيعاب مشاعر الطفل وقبولها أمران في غاية الأهمية، إلا أنه هناك فخ يجب أن تحذري الوقوع فيه، وهو التركيز على الخوف. لا يعني قبولك لمشاعر طفلك أنّه عليك الحديث مراراً وتكراراً على ما يخيفه. لا تجعليه يتوقف عند خوفه، إذ إن هناك العديد من الأشياء في الحياة التي يمكنه فعلها واستكشافها والشعور بها والخوف هو جزء بسيط منها فقط.
6- طلب المشورة 
تساعدك الخطوات السابقة على علاج خوف طفلك ومساعدته على تخطيه بإذن الله، لكن لا تتهاوني في طلب المشورة من الأخصائي النفسي في حال ملاحظتك أن الخوفَ زائدٌ عن الحد ويستدعي تدخلاً من مختص.

خطوات عليكِ تجنبها عند محاربة الخوف عند الأطفال في سن 10 سنوات

كما أن اتباع بعض الخطوات ضروري لعلاج الخوف عند الأطفال، فكذلك تجنب بعض الأشياء أمر أساسي ومنها:

  1. إجبار الطفل على مواجهة خوفه بالإكراه؛ حيث أن هذا قد يزيد الأمر سوءاً وقد يفقد الطفل الثقة بكِ.
  2. السخرية من الأمور التي تخيف الطفل؛ سيفقد الطفل الثقة بنفسه وقد يقوده هذا أيضاً إلى كتم ما يشعر به في المستقبل.
  3. الاستهانة بالأسباب التي تدعو للخوف بالنسبة للطفل مهما وجدتيها بسيطة من وجهة نظرك.
  4. عدم الإنصات بتمعن عندما يقرر فتح قلبه ليشاركك بما يخيفه.

علاقة الخوف بالقلق عند الأطفال


يتشابه الخوف والقلق وتوجد الكثير من الأبحاث عن علاقتهما وما إذا كان هناك فرق بينهما، ولا يقتصر الأمر على الأطفال فقط، بل على الكبار أيضاً. 

يمكن وصف الخوف والقلق بأنّهما رد فعل، يرجع الأول إلى حدوث أمر خارجي واضح ومعروف والثاني على شيء داخلي غير معروف؛ أي أن مسببات الخوف قد تكون أكثر وضوحاً من القلق الذي يحتاج لبعض البحث والتدقيق لمعرفة أسبابه. لنطرح مثالاً بسيطاً، إذا كان يخشى الطفل من الظلام فيمكن تصنيف هذا الشعور كخوف. على الصعيد الآخر. إذا كان لدى الطفل اختبار لا يستطيع النوم بسببه، فما يعانيه في هذه الحالة هو القلق. 

الفرق بين الخوف والقلق ليس كبيراً وكلاهما قد يؤدي إلى الآخر وينجم عنهما شعور مزعج، لكنه طبيعي وضروري في بعض الأحيان.

الهدف هو الموازنة بين المقدار الصحي من الخوف الذي يحمي من الخطر، والمستوى المؤذي الذي يعيق عن الحياة. 

نود طمأنتك أن طفلك قادر على مواجهة كل ما يخشاه بامتلاكه للإرادة وبدعمك الدائم، وباتباعك للنصائح التي قدمناها لكِ لعلاج الخوف عند الأطفال في سن 10 سنوات. نحن معكِ على الدوام في مركز أندلسية لصحة الطفل لتقديم المساعدة التي يحتاجها طفلك في كافة النواحي.

إرسال تعليق

أحدث أقدم