بحث عن الاثار المصرية

 


 بحث عن الاثار المصرية

مقدمة

الآثار هي ذلك الموروث التاريخي والحضاري الذي يميز كل أمة عمن سواها، فهي ميراث الأجداد، وكنز لأجيال اللاحقة. ونظرا للأهمية الكبرى التي تمثلها الآثار في حياة البشرية، ظهر علم جديد سمي بعلم الآثارArchaeology هو ذلك العلم الذي يهتم بدراسة بقايا الإنسان المادية التي خلفها في حقبة تاريخية ما. أو هو دراسة المخلفات المادية للحضارات ومن ثم يشمل دراسة حياة الشعوب القديمة من خلال دراسة تلك المخلفات. تشمل تلك المخلفات العمائر والمباني والقطع الفنية والحفريات والعظام والعملات وغيرها، فقد تكون هذه الآثار مقابر أو بعض الحلى أو عملات معدنية وقد تكون معابد أو أجزاء منها وربما كانت تلك الآثار أدوات حجرية أو أشجار متحجرة. كل تلك الأشياء تساهم في رسم تصور عن طبيعة الحياة التي كانت سائدة في العصور القديمة، بل إن تلك الآثار هي السبيل الوحيد لاكتشاف الحياة ما قبل التاريخ المدون، إني قبل اختراع الإنسان للكتابة، فضلا عما تقدمه الآثار في عصر ما بعد التدوين. وهكذا نرى ان الآثار تكشف الكثير والكثير عن معالم الحياة التي كان يعيشها إنسان تلك الفترة، طريقة حياته، سكنه ربما، وبما أيضا طبيعة الطعام الذي كان يأكله، يسع اهتمام علم الآثار ليشمل كيف قامت الممالك وكيف ازدهرت الحضارات، ولماذا وكيف انتهت. لولا الآثار ما عرفنا لحضارة المايا التي قامت في أمريكا الوسطى التي تدل مخلفاتها أنها بلغت درجة كبيرة من التقدم، دون الآثار ما كنا عرفنا الحضارة الفرعونية التي قامت في وادي النيل والتي يتم اكتشاف آثارها إلى اليوم. ومازال المخبأ في باطن الغيب الكثير والكثير، ولا حضارة البابليين في العراق بل دون الآثار ما ترسخت في نفوسنا ما تركته الأندلس من حضارة إسلامية عزاء مازالت تنطق بعظمتها أرض اسبانيا؟

تحظى مصر بموروث كبير من الآثار التي تتعدد وتتنوع بتنوع الحضارات التي مرت فوق أراضيها منذ فجر التاريخ. وتتمثل أهمية الآثار في كونها بمثابة كتابا يفصح عن طبيعة الحياة في عصرها، لتكشف اللاجيال الحالية كيف عاش الأجداد، كيف كانوا يفكرون. واي قدر من العلم والتقدم قد بلغوا، وفي مصر بتنوعها الأثري والحضاري، يكشف كل أثر فيها عن أسرار الحقبة التي جاء منها. ويحكي حكاية عن نمط الحياة بها وتنوعها ومدى التنوع الحضاري والامتداد التاريخي الضارب للحياة على أرضها الطيبة. هذا فضلا عن ما للآثار من اهميها اقتصادية كبيرة بما تدره على اقتصاد البلاد من دخل من خلال فتح مجالات للسياحة.

 

عصر ما قبل التاريخ أو ما قبل الأسرات

ينقسم بدوره إلى قسمين، القسم الأول: يمتد من الألفية الواحدة والعشرين قبل الميلاد حتى الألفية السابعة عشرة قبل الميلاد، وهو يشمل العصر الباليوليتي والإيبوباليوليتي والنيوليتي. وتتشابه هذه العصور الثلاثة في خصائصها تقريبًا؛ فقد عاش إنسان تلك الفترات على التقاط الثمار وصيد الحيوان، وسكن الكهوف التي حملت جدرانها  بعض النقوش البدائية التي تصور مشاهد لصيد الأسماك والحيوانات مثل الغزلان وآكل النمل وبعض الحيوانات الأخرى التي شاركته بيئته مثل الأفيال والنعام والزرافات. وربما عرف الإنسان حينئذ الانقلاب الحضاري الأول وهو اكتشاف النار التي هذبت من طبعه ونقلته من المرحلة البدائية إلى بداية التحضر.

أما ثاني مراحل تلك الفترة فتبدأ من الألفية السابعة عشرة قبل الميلاد إلى نحو 3100 ق. م. وهو عصر ما قبل الأسرات مباشرةً. وأحدث المصري آنذاك الانقلاب الحضاري الثاني وهو معرفة الزراعة واستئناس الحيوانات، وحاول تطويع البيئة لصالحه، وصنع الفخار، وقام بتخزين البضائع كالحبوب وغيرها في أماكن عديدة. كما ظهرت تجمعات سكانية في "العمرة" بمصر السفلى و"جرزة" و"البداري" بمصر العليا، وكذلك بالفيوم. كما عرف المصري آنذاك استخدام الطوب اللبن لأول مرة في التاريخ.

وتسمى الفترة التي تمتد من 4000 ق.م. حتى 3500 ق.م. بمرحلة نقادة الأولى وشملت مصر العليا كلها تقريبًا.

أما آخر عصور ما قبل الأسرات فهي الفترة المسماة بجرزة أو "نقادة الثانية"، وهي تمتد من 3500 ق.م. حتى 3100 ق.م. وفي هذه الفترة تم تعمير القرى فأصبحت مدنًا صغيرة، وزادت كثافة السكان، وتوسع المصري في صناعة الفخار، كما أكثر من استخدام الأحجار.

التوحيد (ويرجع إلى 3100 ق.م. تقريبًا)

قام الملك "نعرمر" بتوحيد مصر فوحد "هيراكومبوليس" و"نقادة"، وسجل اسمه داخل ما يسمى بالـ"سرخ" وهو عبارة عن مستطيل يصور واجهة القصر الملكي ويعلوها الصقر حورس، كما سجل هذا النصر على لوحته الشهيرة والمنسوبة إليه أي "لوحة نعرمر". وتوالت الأسرات بعد ذلك والتي تقسم وفقًا لتقسيم "مانيتون" المؤرخ والكاهن المصري الشهير إلى ثلاثين أسرة تبدأ من 3100 ق.م. حتى 332 ق.م. أي مع بدء العصر اليوناني بمصر على يد الإسكندر الأكبر.

الدولة القديمة

بدأ بعد التوحيد عصر الدولة القديمة، والتي ضمت الأسرات من الأولى حتى السابعة؛ والتي دفن حكامها في أماكن مختلفة منها أبيدوس وسقارة؛ كما ظهر آنذاك بناء الأهرام والذي جاء في أكمل صوره في هرم زوسر المدرج بسقارة في الأسرة الثالثة. وقد صمم هذا الهرم هو ومجموعته الجنائزية المهندس العبقري "إيمحتب" والذي كان وزير الملك زوسر آنذاك. وكان الإله المهيمن في تلك الفترة هو الإله "رع".

 وتوالى العمران في عصر بناة الأهرام - أي في الأسرة الرابعة - فشيدوا أهرامًا لم نجد لها مثيلاً في العصور التالية؛ وتلك الأهرامات هي أهرامات كلٍّ من خوفو، وخفرع، ومنكاورع؛ واختاروا لبنائها هضبة الجيزة كما جلبوا الأحجار لبنائها من محاجر أبو سنبل.

  واستمر بناء الأهرام حتى الأسرة الثامنة ولكن كانت أقل شأنًا من تلك التي بنيت في الجيزة بسقارة و"أبو صير" و"أبو غراب"؛ حيث كانت "طيبة" التي كانت تسمى آنذاك "واست" بمثابة قرية صغيرة في الإقليم الرابع من أقاليم مصر العليا.

 وانتهت الدولة القديمة وفقًا لمانيتون مع حلول الأسرة السابعة، وذلك لضعف حكام "منف". وحكم آنذاك مصر ملوك من "هيراكليوبوليس"  وهي منطقة "إهناسيا" في مصر الوسطى، وظل الحال كذلك لمدة قرن من الزمان.

وتتابعت الأسرات التاسعة والعاشرة، وظل الحال كذلك إلى أن أتت الأسرة الحادية عشرة، وحكم ملوك مصر من "طيبة"، وتلك الفترة كانت تمثل عصر الانتقال الأول، أي العصر الوسيط الأول (2160 ق.م.- 2055 ق.م.).

الدولة الوسطى

وتبدأ من أواخر الأسرة الحادية عشرة حتى الأسرة الثالثة عشرة (2055 ق.م. وحتى 1650 ق.م.)، وانتهى مع بداية الدولة الوسطى عصر الانقسام على أيدي "منتوحتب-نب-حبت-رع" فوحَّد البلاد وبنى مقبرته في الدير البحري وأعاد مركزية الحكم بعد أن حارب حكام "هراكليوبوليس" حتى يحقق هذا التوحيد.

وجاءت بعد ذلك الأسرة الثانية عشرة، وبدأت على يد أمنمحات الأول الذي كان على الأرجح وزيرًا فى عهد منتوحتب الرابع آخر ملوك الأسرة الحادية عشرة. ولقد أقام أمنمحات الأول لنفسه عاصمة جديدة جنوبي منف أسماها "إيتﭽتاوي"، وهي "اللشت" حاليًّا. ونقل ملوك تلك الأسرة مقابرهم التي كانت على شكل أهرامات إلى اللشت والفيوم وهوَّارة ولكن أتت تلك الأهرامات أقل حجمًا من الأهرامات السابقة وبخاصةٍ من ناحية الحجم ونوع الأحجار التي تم استخدامها. ونعرف الكثير عن حكام الأقاليم في تلك الفترة التي انتشرت في "بني حسن"، و"البرشا"، و"مير"، و"قاو" في مصر الوسطى، و"أسوان" في مصر العليا.

وانتهت الأسرة الثانية عشرة بأمنمحات الرابع، ثم حكمت من بعده البلاد الملكة "سوبك نفرو". ولقد كانت السمة الغالبة على ملوك تلك الأسرة هي قصر فترات حكم ملوكها، مما لم يسمح لهم بإقامة آثار ذات قيمة، كما لم يعثر على أية إشارة لغزوات هامة قاموا بها.

 وفي عصر الانتقال الثاني الذي تلا سقوط الأسرة الثانية عشرة دخلت مجموعة من القبائل الرعوية إلى الحدود المصرية وهم الذين عرفوا في النصوص المصرية باسم "الهكسوس" وهو اللفظ المشتق حقاو-خاسوت "وهو يعني "ملوك الرعاة". وأقام "الهكسوس" عاصمة لهم فى شرق الدلتا أسموها "آفاريس" في عام1650 ق.م. وأصبحت آنذاك "طيبة" عاصمة مصر العليا، واستسلم حكام الجنوب إلى احتلال الهكسوس لشمال البلاد. ولكن سرعان ما اشتعلت الحرب فيما بعد بقيادة الملك "آبيبي" و"سقننرع". واستمر القتال أيضًا بعد ذلك بقيادة "كاموزه" والذي وصل بالجيوش إلى "آفاريس" معقل الهكسوس. ثم جاء "أحمس الأول" ابن "سقنن رع" ليتم طرد الهكسوس من مصر.

الدولة الحديثة

(الأسرة الثامنة عشرة-الأسرة العشرين / 1550 ق.م.-1069 ق.م.)

 عاشت مصر بعد النصر العظيم الذي حققه "أحمس الأول" عصرًا جديدًا من عصور الوحدة. كما أسس "أحمس  الأول" مركزًا للعبادة الملكية بأبيدوس. كما قام بالتوسع في منشآت معبد الكرنك، ورمم معبد "منتوحتب نب حبت رع" في الدير البحري.

 وتلا "أحمس الأول" حكام أمثال "تحتمس الأول" و"حورمحب" الذين قاموا بحروب توسعية عديدة، وذلك بغرض القضاء على أي تهديد أو خطر خارجي يهدد أمن البلاد.

 وقام "تحتمس الأول" ببناء أول مقبرة ملكية بوادي الملوك؛ ثم تلاه "تحتمس الثاني" الذي تزوج بحتشبسوت التي تولت مقاليد الحكم بعد موته، وذلك على الرغم من اعتلاء "تحتمس الثالث" عرش البلاد رسميًّا مستغلة بذلك صغر سنه، وبنت حتشبسوت آنذاك واحدًا من أجمل المعابد المصرية من حيث العمارة.

 تلا "تحتمس الثالث" "أمنحتب الثالث"، ثم "أمنحتب الرابع"، الذي عُرف بأخناتون والذي أحدث ثورة دينية لم يسبق لها مثيل في العصور الفرعونية حيث كان مؤسسًا لعقيدة قوامها التوحيد، ونقل العاصمة الدينية للبلاد إلى "آخت آتون" التي عرفت فيما بعد بتل العمارنة.

بعد وفاة "أخناتون" تولى الحكم ابنه "توت عنخ آمون" الذي أعاد الأمور إلى نصابها؛ فأعاد تأسيس وإصلاح معابد الإله آمون في محاولة منه لاسترضائه، كما رمم كل التماثيل والكتابات التي دمرها عمال "أخناتون". ومات "توت عنخ آمون" ودفن بمقبرته بوادي الملوك. ثم جاء الملك "حور محب" الذي كان يعد قائدًا عسكريًّا من الطراز الأول، فقاد الجيوش إلى الولايات المجاورة لإخماد القلاقل وتأكيد سيادة مصر عليها.

 تبع "رمسيس الأول" "حور محب" على عرش مصر مؤسساً  الأسرة التاسعة عشرة ثم جاء ابنه "سيتي الأول" بعد وفاته ليتولى الحكم.

 وفي عصر "سيتي الأول وابنه "رمسيس الثاني" خرجت حملات من مصر ضد الشعوب الأجنبية أهمها تلك التي قيدت ضد الحيثيين والمعروفة بموقعة "قادش"، ولم يحقق "رمسيس الثاني" بها نصرًا مجيدًا ولكن توصل بها الطرفان إلى عقد أول اتفاقية سلام في التاريخ.

 خلف "رمسيس الثاني" آثارًا كثيرة، وبنى مقرًّا له أسماه "بر-رعمس"، أي بيت رمسيس في شرق الدلتا بالقرب من عاصمة الهكسوس "آفاريس". وبعد "رمسيس الثاني" توالى الحكام على العرش ونهجوا نفس نهجه العسكري والسياسي التوسعي.

 وانتهت الدولة الحديثة بموت "رمسيس الحادي عشر" الذي توفي دون أن يكمل مقبرته وحدث انقسام بين الشمال والجنوب، ودخلت مصر بذلك عصرًا وسيطًا ثالثًا.

العصر الوسيط الثالث

(الأسرة الواحدة والعشرين حتى الأسرة الخامسة والعشرين / 1069 ق.م. – 664 ق.م.)

 أول حكام تلك الفترة هو "سمندس" وحكم من "تانيس" شمال بررمسيس. أما في الجنوب فكان يتولى الحكم الملك "بي عنخ"؛ وفي هذا الوقت منحت الألقاب للملوك على أساس خدمة آمون وذلك لإضافة الصبغة الدينية على الملوك وعاصمتهم.

 ربطت بين الشمال والجنوب علاقات زواج ونسب، في محاولة منهم للتوحيد وتأكيد صلتهم بمعبد الإله آمون. ويقال إن ملوك الأسرة الثانية والعشرين كانوا من الليبيين وحاولوا إصلاح الشئون الملكية في طيبة فخرجوا بالجيوش المصرية في حملات وفي هذا العصر كانت مصر عبارة عن دويلات صغيرة، ومع ذلك ظلت مدن مثل "تانيس" و"طيبة" و"هركليوبوليس" و"صا الحجر" مراكز لها ثقلها.

 واستمر الانقسام والضعف في الشئون الداخلية وكذلك بالسياسة الخارجية للبلاد بالأسرة الثالثة والعشرين والخامسة والعشرين. وفي 671 ق.م. حكم الآشوريون البلاد فغزوا "منف" ثم رحلوا ليعودوا مرة أخرى في 667ق.م. ليحتلوا مصر السفلى واستمروا في غاراتهم على مصر حتى وصلوا إلى طيبة.

العصر المتأخر

يبدأ من الأسرة السادسة والعشرين حتى الأسرة الثلاثين من 664 ق.م. وحتى 332 ق.م. استمر الحكم آنذاك في طيبة في أيدي ملوك "نباتا".

 وفي أثناء العصر الصاوي كانت الصلات مع اليونانيين قد بدأت، حيث أقيمت محطات لتوقف قوافل التجارة بين البلدين؛ ففي مصر كانت توجد "بينوقراطيس" في الدلتا إحدى هذه المحطات وكانت تحصل بها جمارك على تجارة البحر المتوسط لصالح مصر. وتمركز حكام العصور المتأخرة في مصر السفلى وأصبحت الكتابة الديموطيقية هي الكتابة الرسمية في البلاد وأصبح لكتاب الموتى شكل مكتمل.

 وفي عصر الأسرة السابعة والعشرين غزا الفرس مصر، كما غزوا "بابل" وهزم "بسماتك الثالث" على يد "قمبيز" عام 525 ق.م. وفرضوا لغتهم كلغة رسمية للبلاد وفرضوا أيضًا الكتابة الآرامية.

 ثم جاء "داريوس الأول" وفرض الاستقرار في البلاد، وبنى معبدًا مصريًّا لآمون بواحة الخارجة، ولكن بعد ذلك هزم جيشه في 490 ق.م.  مما ساعد على اشتعال الفتن ووجود طوائف داخلية ولكن سرعان ما أخمد خليفته "كزاكس" في عام 486 ق.م. تلك الثورات.

 وفي الدلتا كان يوجد حاكم يوناني يدعى "إيناروس" وكان مسيطرًا على الدلتا بأكملها ولكنه هزم وطورد في 454 ق.م.

وعندما مات "داريوس الثاني" في 405 ق.م. بدأت مصر تدخل عصر ازدهار واستقرار تحت إمرة حاكم يوناني، ويمثل في قائمة مانيتون الأسرة الثامنة والعشرين وجعل مصر متحدة لمدة ستين عامًا. ولقد خلف ملوك الأسرة الثلاثين آثارًا جيدة تنم عن فترة ازدهار وزهاء للحضارة، وكان آخر حكام تلك الأسرة هو "نختحورحب" والذي انتهى حكمه بالغزو الفارسي لمصر في 343 ق.م. واستمر حكم الفرس لمصر لمدة عشر سنوات وبعد ذلك جاءنا "الإسكندر الأكبر" كفاتح جديد للبلاد في 332 ق.م. ليبدأ عصرًا جديدًا في مصر؛ عصرًا تحولت مصر فيه إلى جزء من الإمبراطورية اليونانية الشاسعة. 

امثلة عن بعض الاثار المصرية

الغابة المتحجرة

 تقع شرق مدينة القاهرة، سجلت الغابة كمحمية طبيعية عام 1989، وتدخل هذه الآثار ضمن تصنيف الآثار الجيولوجية (ما تخص طبيعة الأرض)، وهي من الآثار النادرة على مستوى العالم. تتمثل أهمية هذا الأثر الإنساني العظيم في أنها توضح شكل الحياة القديمة للأرض، وتطورها المناخي، وتضم الغابة اشجارا متحجرة تعود للعصر الاوليجوسيني منذ 35 مليون سنة، من هنا تتضح أهمية هذا الأثر الاستثنائي الذي يوضح شكل الأرض منذ ملايين السنيين.

آثار العصر الحجري في مصر

ثم اكتشاف آثار تعود إلى العض. الحجري القديم والوسيط والحديث في مصر، فقد تم اكتشاف هيكل نزلة خاطر عام 1980 وبعد الدراسة والفحص والتحليل. وجد أن عمره يعود إلى ما قبل 30000ق م، وأقدم هيكل بشري تم العصور عليه في أفريقيا، ولا شك ان أهمية هذا الأثر تتمثل في توضيح طبيعة الجنس البشري على الأرض في تلك الفترة. وفي وادي حلفا جنوب مصر، قامت حضارة وادي حلفا كما تحكي عنها الآثار التي تم اكتشافها في تلك المنطقة، أزهرت تلك الحضارة كما تعرفنا بها آثارها ما بين عام 18000 ق م، وعام 15000ق م، قامت في وادي النيل في مصر والنوبة. ثم اكتشاف أقدم مبني أثري يعود إلى حقبة العصر الحجري القديم، وهو من البناءات المتحركة سهلة الفك والتركيب التي كانت تناسب إنسان تلك الفترة التي يقوم على الصيد للحصول على طعامه. فكانت حياته تتسم بالتنقل وعدم الاستقرار، كما تم اكتشاف أدوات حياتية للصيد وغيره من حجر الهيماتيت ومن عظام الحيوانات.

الآثار الفرعونية: تتسم بتعددها وتنوعها وامتدادها عبر الاسرات منذ بدء الدولة الموحدة على الملك مينا موحد القطريين، وتمثل تلك الآثار الامتداد التاريخي والتطور الفكري للإنسان المصري عبر تلك الفترة الممتدة عبر ما يقارب ال ثلاثة آلاف عاما. وهي من التنوع بحيث يضيق المجال لحصرها لكن يمكن ان نقدم منها على سبيل المثال لا الحصر.

ومن أمثلة تلك الآثار:

الأهرامات

 وهي أشهر الآثار المصرية القديمة، وأشدها جذبا للسياح لاسيما الهرم الأكبر الذي يعد أحد عجائب الدنيا السبعة، والذي مازال بنائه سرا من الأسرار التي مازال حلها عصيا على الباحثين في علم المصريات إلى الآن. بنيت الأهرامات منذ أكثر من 2800 عام كمقابر للملوك، أشهرها هرم خوفو وهرم خفرع وهرم منقوع، بنيت الأهرامات بشكل هندسي مدروس بدقة، ملئ بالممرات والحجرات بشكل ارهق الاثريين في اكتشاف مكوناته كاملة إلى الآن رغم كل عمليات التنقيب. أقدم تلك الأهرامات هو هرم روسو أو الهرم المدرج بسقارة، وهو المحاولة الأولى لبناء الأهرامات.

أبو الهول

تمثال أبو الهول، يقع بالقرب من أهرامات الجيزة. ويعد من أغرب التماثيل من حيث التصميم. حيث تم نحته برأس إنسان وجسم أسد. حيث تدل رأس الإنسان على الحكمة، ويدل جسم الاسد على القوة في دلالة رمزية إلى أن الحياة تحتاج إلى أن تدار بالقوة والذكاء والحكمة في ان واحد، ويمثل أبو الهول قبلة عشاق الآثار الفرعونية من كل أنحاء العالم.

معابد أبو سمبل

وهي عبارة عن معبدين حفرا في الجبل أحدها معبد رمسيس الثاني والآخر معبد نفرتيتي. ثم نحت المعيدين بمهارة فائقة في الجبل. وتجلت قدرات المصري القديم العلمية وتقدمه في علوم الفلك والحساب. بحيث تم ضبط زوايا البناء بحيث تتعامل الشمس على وجه تمثال رمسيس المتصدر معبده مرتين في العام. مرة في عيد ميلاده ومرة في عيد جلوسه على العرش. وتتمثل الأهمية الفائقة لهذا الأثر في توضيح ما توصل إليه الأجداد من تقدم في علوم الفلك والحساب وفي الفنون والنحت والهندسة والعمارة.

الآثار الرومانية واليونانية

رغم تعرض الكثير منها الدمار خاصة في مدينة الإسكندرية لأسباب مختلفة. إلا أن الباقي منها يحكي تاريخ وطن، ويسجل ما دار فوق أرضه من أحداث. ولعل أهم الآثار الرومانية واليونانية الباقية حتى الآن تتمثل. على سبيل المثال: المسرح الروماني بالإسكندرية، معبد قبلة في أسوان، آثار جزيرة إلفناين في أسوان.

الآثار القبطية

 تعبر تلك الفترة عن انتشار المسيحية في مصر عقب القضاء على المظاهر الوثنية. وقد انتشر الفن القبطي الذي حفظته آثاره من الاندثار. فحكت لنا تلك الآثار عن فترة تاريخية هامة من تاريخ مصر بموروثه الديني والأدبي. والفكري واللغوي الذي تلاقي بشكل كبير مع اللغة الفرعونية. ليصل إلى الإنسان المصري الحديث تراث الأجداد بل ويتوارث الأبناء بعض الكلمات التي استخدمها أجدادهم من آلاف السنوات. ومن أبرز الآثار القبطية وهي كثيرة : الكنيسة المعلقة بالقاهرة. كنيسة القديس مارقريوس أبو سيفين. دير ديموشيه في الفيوم. دير سانت كاترين في سيناء.

الآثار الإسلامية

وقد اتسمت بالتعدد والتنوع ما بين مدارس ومساجد وأسبلة أو دار للإقامة للغرباء (خانقاه) وبيوت تعدى عمرها الألف عام ومازالت تحتفظ برونقها وجمالها، وتوضح الآثار الإسلامية القديمة ما وصل إلى الفن الإسلامي في الزخارف والعمارة من تقدم. تعتبر القاهرة القديمة وقاهرة المعز خاصة متحفا إسلاميا مفتوحا. يتسم بالتنوع والجمال، ومن أمثلة الآثار الإسلامية القديمة في مصر: قلعة صلاح الدين الأيوبي بالقاهرة. قلعة قايتباي بالإسكندرية. جامع الأزهر الشريف. جامع عمرو ابن العاص وهو أحد أقدم مساجد مصر. ويعد شارع المعز والغورية متاحف

خاتمة

وفي نهاية هذا البحث عن الاثار المصرية القديمة واهميتها، وقد عرضنا لأهمية الاثار المصرية القديمة. واخيرا فإن للآثار المصرية القديمة أهمية كبرى في سرد حكايات الماضي للأجيال المتعاقبة، فكانت كتابا مفتوحا يحكي للعالم عظمة تلك الأرض المباركة، وعظمة من أنجبت.

 

 

المراجع


↑ "الحقبة الفرعونية"، sis.gov.eg، اطّلع عليه بتاريخ 2020-8-31. بتصرّف. ^

أ ب "Egyptian pyramids", www.history.com, Retrieved 17-7-2018. Edited. ↑ Pete Dorman, Margaret Drower (19-6-2015), "Karnak"، www.britannica.com, Retrieved 17-7-2018. Edited. ↑ Joshua J. Mark (18-7-2017), "The Temple of Hatshepsut"، www.ancient.eu, Retrieved 17-7-2018. Edited. ↑ Qamar C (3-1-2018), "The Luxor Temple in Egypt: Facts & Overview"، study.com, Retrieved 17-7-2018. Edited. ↑ Margaret Drower (20-10-2017), "Luxor"، www.britannica.com, Retrieved 17-7-2018. Edited. ↑ "The Temple Of Edfu", www.ask-aladdin.com, Retrieved 17-7-2018. Edited. ↑ "Abu Simbel Temples", madainproject.com, Retrieved 31/8/2020. Edited. ↑ "Abu Simbel", www.britannica.com, Retrieved 31/8/2020. Edited. ↑ "THE SPHINX", www.history.com, Retrieved 27-8-2018. Edited. ↑ John Misachi (25-05-2017), "Mysteries Of Egypt: Who Built The Great Sphinx Of Giza?"، worldatlas, Retrieved 02-02-2018. Edited. ↑ "وادي الملوك"، egymonuments.gov.eg، اطّلع عليه بتاريخ 2020-8-31. بتصرّف. ↑ "الرامسيوم"، http://www.antiquities.gov.eg/، اطّلع عليه بتاريخ 2020-8-31. بتصرّف. ↑ "مسلة سنوسرت الأول"، http://www.antiquities.gov.eg/، اطّلع عليه بتاريخ 2020-8-31. بتصرّف. ↑ "The Egyptian Museum – The Amazing Museum of Antiquities", www.egypttoursplus.com, Retrieved 17-7-2018. Edited. ↑ "What is the legacy of the Ancient Egyptians?", legacyoftheancientegyptians.weebly.com, Retrieved 31/8/2020. Edited. ↑ John Misachi (25-4-2017), "UNESCO World Heritage Sites In Egypt"، www.worldatlas.com, Retrieved 17-7-2018. Edited

 

إرسال تعليق

أحدث أقدم